باشر قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة وبالتعاون مع عدد من الشخصيات العلمية والأكاديمية بتنظيم سلسلة من الندوات في دار ضيافة العتبة .

 وتهدف سلسلة الندوات المنعقدة إلي طرح بحوث ومفاهيم مستلة من فكر الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وفي مجالات متعددة ,ولعل أبرزها فكر أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجال العلوم القرآنية .

فقد شهد يوم السبت المصادف 14 رجب الموافق 25 /5 2013 انطلاق أولى هذه الندوات والتي تضمنت استضافة عدد من الباحثين لطرح نتاجاتهم العلمية في مجال الدراسات القرآنية ودور الإمام علي عليه السلام في هذا المجال .الشيخ ليث العتّابي ممثل قسم الشؤون الدينية أشار في معرض حديثه أن قسم الشؤون الدينية ارتئ تنظيم ندوات بحثية في محاولة لم شتات فكر الإمام أمير المؤمنين في المجالات المختلفة بعدها يتم جمع البحوث والدراسات المتعددة كل حسب مجاله كي يتسنى في نهاية المطاف جمعها في موسوعات فكرية تمهيدا لطبعها وطرحها للمهتمين في هذا المجال .

من جانبه عدّ الأستاذ الدكتور صاحب نصار المختص في الدراسات القرآنية بجامعة الكوفة  هذه الدراسات التي تتمحور حول فكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بأنها دراسات منتجة نظرا لطبيعة شخصية الإمام عليه السلام المتشعبة في المجالات العلمية المختلفة وهذا ما ثبت من خلال خطبه وأحاديثه".

وأثنى الدكتور نصار على هذا الجهد الذي تقوم به العتبة العلوية إلا انه اعتبر في نفس الوقت ان المكتبة الإسلامية تعاني من نقص حاد في المجالات القرآنية داعيا لتوسيع الدراسات الخاصة في هذا المجال .

أما الباحث الإسلامي السيد سامي البدري الذي شارك في هذه الندوة كعضو للجنة تقييم البحوث فقد أكد بقوله ": إنّ هذه الخطوة تدخل ضمن الإطار الطبيعي كون الإمام أمير المؤمنين هو امتداد لخط النبوة في مجال التصحيح الفكري والسياسي  في مواجهة الأفكار الإسرائيلية الدخيلة على الإرث الفكري الإسلامي قائلا إن العتبة العلوية أولى من غيرها في تنظيم هذا الملتقى الفكري ."

وفي رده على ما طرح من أن فكر الإمام أمير المؤمنين قد تعرض لحصار من قبل السلطة السياسية التي كانت حاكمة في زمانه أشار السيد البدري": أن الحوزة العلمية ورجالها ومن درس فيها قدموا الآلاف من الدراسات والبحوث الأصيلة في رواية الإسلام وتطبيقه".

وبيّن السيد البدري بالقول ,ويبقى هناك حقول تتعلق بباقي المناحي الفكرية الإسلامية لعلي عليه السلام ومثالا على ذلك نهضته الإحيائية للسنة النبوية ونحن قدمنا بحثا في هذا المجال ، مشيرا ": ان الإمام عليه السلام وقف قِبال الخلافة القرشية في تعطيل بعض الأحكام الشرعية كحج التمتع ,ولولا أمير المؤمنين عليه السلام لما عرف المسلمون هذه الأحكام المعطلة وبالتالي الأمة كلها مدينة لعلي عليه السلام في معرفة هذه الأحكام."

وأضاف السيد البدري في ردّه حول النقص الذي تعانيه مدرسة أهل البيت عليه السلام في مجال الدراسات القرآنية في مقابل المدارس الإسلامية الأخرى .فأجاب قائلا ": في الحقيقة لو استعرضنا ما قدمت مدرسة أهل البيت في هذا السبيل فهو شيئا متميزا وعلينا أن نراجع مؤلفات أصحاب الأئمة الذين يأخذون علومهم بطبيعة الحال من أئمة أهل البيت الذين لهم القدح المعلى في مجال العلوم  القرآنية وحقيقة الأمر إن اغلب الباحثين يتجهون إلى بقية نواحي العلوم الإسلامية كالفقه وأصوله وذلك للحاجة الآنية لها وتترك الحقول المعرفية الأخرى للزمن وللحاجة.

يذكر إن سلسلة الندوات تأتي ضمن النشاطات التي تقيمها العتبة العلوية المقدسة احتفاءً بالذكرى العطرة لمولد أبي السبطين أمير المؤمنين (عليهم السلام ).