من أجل الوصول الى الهدف الأسمى الذي يبتغيه مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة المتمثل بتقديم أفضل الخدمات الداعمة لقواعد البنى التحتية للمرقد العلوي الطاهر والذي ينعكس في كافة الاتجاهات على خدمة مدينة النجف الأشرف وأهلها وزائريها الكرام ، قام مجلس الادارة وعلى رأسه سماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة والسيد رئيس الهيئة التنفيذية واعضاء المجلس ورؤساء الاقسام وكافة الكوادر العاملة في الحرم المطهر ، بدراسة جدوى متكاملة لتأسيس قسم الاستثمار ليكون داعما هاما لهذه البنية الاستراتيجية .

الأستاذ صلاح شربة رئيس قسم الاستثمار قدّم شرحا وافيا ومتكاملا لهذا القسم مع التعريف بهيكليته وشعبه وعملها والمشاريع التي تم انجازها والتي في طور الانجاز اضافة الى الطموح الموجود والحماس لدى الكوادر المتخصصة العاملة في هذا القسم وشعبه المختلفة لمشاريع مستبقلية واعدة تصب في مصلحة المرقد الطاهر والمدينة واهلها وزائريها الكرام .

في توضيح عن القسم والهدف من تأسيسه قال شربة " بدأت فكرة تأسيس القسم بعد سقوط النظام البائد من خلال شركة فيض القسيم ولوجود مديرها المفوض الأستاذ المهندس زهير شربة لتكون اللبنة الاولى لتحمّل أعباء مشاريع القسم  ولم يتم تفعيله الا منذ سنتين حيث أصبح القسم فاعلا من خلال الرؤية الثاقبة للامين العام للعتبة المقدسة ومجلس ادارتها الموقّر.

موضحا بقوله " كان الهدف الاكبر من تأسيس القسم هو الوصول الى حالة الاكتفاء والتمويل الذاتيين من خلال الاعتماد على ماحققته وستحققه المشاريع الاستثمارية لهذا القسم من خلال مايتحكم به من معامل ومشاريع التي توصل في نهاية الامر الى المشاركة في جزء كبير من احتياجات العتبة المقدسة في تقديم مختلف الخدمات للزوار الكرام، فيما كان الهدف الآخر من تأسيس القسم وهو هدف معنوي من خلال المساهمة في حفظ حالة التوازن في السوق المحلية خدمة لأهالي المدينة المقدسة اضافة الى المساهمة الكبيرة في القضاء على البطالة من خلال مشاريع القسم المختلفة التي تحتاج الى الكوادر العاملة بكافة اختصاصاتها والتي عملت وتعمل على احتواء اعداد كبيرة من مختلف شرائح المجتمع النجفي بما فيهم شريحة الخريجيين وغيرهم .

موضحا في شرح مفصّل عن هيكلية قسم الاستثمار بالقول " يتكون القسم من العديد من الشعب المختلفة التي تحمل اختصاصات متعددة بل هي مجموعة مشاريع استثمارية قبل ان تكون شعب واولها شبعة التسويق والترويج التي يديرها محموعة من المنتسبين الاكفاء تعمل على التواصل مع السوق المحلية لملاحظة عملية العرض والطلب حتى تكون منتجات العتبة المقدسة تعمل فعلا على استقرار هذه السوق وتحفظ حالة التوازن شرط ان لاتكون بديلا عن التاجر المحلي النجفي ومنافسا له بل هي مجرد حافظ لحالة التوازن التي تنعكس بالايجابية على القدرة المعيشية للمواطن النجفي .

وهنالك شعبة المشاتل وهي شعبة زراعية متكفلة بكل ما تحتاجه العتبة العلوية المقدسة من زراعة ونباتات لتغطية المناسبات التي تقيمها العتبة المقدسة اضافة الى مسؤوليتها عن تزيين الصحن العلوي المطهر بالدرجة الاولى ، اما العمل الآخر هو إغناء السوق المحلية بماح يحتاجه المواطن من الشتلات والأزهار بطريقة البيع المباشر، فالشعبة تعد مشروعا خدميا الغرض من هرفع حالة الذوق الايجابية عند المواطنين .

شعبة مزارع الدواجن تتكون من وحدتين الاولى انتاج دجاج التربية  والثانية وحدة انتاج بيض المائدة ومن المؤمل ان تكون هاتين الوحدتين جاهزتين خلال الستة اشهر المقبلة لان تكون منتجة لانها في طور التكوين والبناء.

مشروع شعبة السياحة والفندقة قال عنه رئيس قسم الاستثمار انه " يعد ضمن المشاريع الاستراتيجية المستقبلية التي قرر مجلس ادارة العتبة المقدسة المضي في انجاز الشعبة التي ستكون لبنتها الاساسية شركة سياحية كبيرة تلبي الطلب والرغبة الحاصلة المتنامية لدجى زوار مرقد أميرالمؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) خاصة بعد حالة الاستقرار الحاصلة في العراق عموما والنجف الأشرف خاصة لتكون واجهة المدينة المقدسة من والى العالم أجمع ، مضيفا " مع وجود البنية التحتية وتوفر آلية العمل لهذه الشعبة المتمثلة بتوفر الفنادق والحصول على الباصات الحديثة ولقرب المرآب الكبير في النجف الاشرف المتمثل بمطار المدينة الدولي سيكون للسياحة أثر كبيرة ومردودات مالية ومعنوية ، ونسعى مستقبلا الى ان يكون هذا المشروع أحد أهدافنا الاستراتيجية الكبرى لايواء الزائرين من مختلف أنحاء العالم .

وقال الاستاذ صلاح شربة " لدينا شعب ومشاريع استثمارية في طور التكوين والاكتمال التي تتمثل في مشروع معمل نبع العتبة الذي ينتج أقداح المياه الصالحة للشرب حيث يخدم زوّار وأقسام العتبة المقدسة ويزود السوق المحلية بنسبة 90% بأسعار تنافسية تعمل على استقرار حالة التوازن في السوق المحلية التي تنعكس بالايجابي على المواطن النجفي .

فيما يبرز مشروع مزرعة فدك  كأحد اهم المشاريع الاستثمارية التنموية، تقع في منطقة الرهيمية وتبلغ مساحتها 8 آلاف دونم ونعمل اليوم على اقامة مشروع الامام علي (ع) الانمائي الذي يحتوي على جميع المكونات الزراعية التي تنجز بطريقة المكننة الحديثة التي ستكون في خدمة زائري المرقد الطاهر والمواطن النتجفي والتي تشتمل على حظائر ( الأغنام والماعز والابقار والجاموس والجمال والنعام والعجول والخيول)، اضافة الى بحيرات لتربية الأسماك بمختلف أنواعها اضافة الى المعامل الانتجاية والاستهلاكية المرافق لهذا المشروع المتمثلة بمعامل الاجبان والالبان ومفاقس البيض والاعلاف  والبروتين ومعامل الكارتون اضافة الى ماتتضمنه المرزعة من زراعة مختلف المحاصيل الزراعية والمعامل المرافقة لها مثل معامل لانتاج معجون الطماطم والتي تعمل على سد حاجة السوق المحلية و الاكتفاء الذاتي في المدينة المقدسة .

ومن المشاريع الطموحة والاستراتيجية الاخرى يبرز مشروع معمل تمور العتبة حيث تم شراء المعمل بالكامل وتم نقل المكائن والمعدات والعمل جار في عملية التنصيب واكمال البناية الخاصة والاعمال المدنية الخاصة بكافة مرفقات  المعمل والعمل جار تحت اشراف ومتابعة قسم الهندسية ومن المؤمل انجازه تلك الاعمال خلال ال6 أشهر المقبلة ، مشيرا" سنعمل على تصنيع التمور العراقية بالشكل المناسب خدمة للمنتج والمستهلك وطموحنا بعد الحصول على الاكتفاء الذاتي التوجه لصدير المنتجات الى دول العالم أجمع".

فيما يبرز مشروع قنبر السكني الذي تبنته العتبة العلوية المقدسة وهو مشروع استثماري خصص لخدمة المنتسبين وتبلغ مساحته 781 دار سكنية تم توزيعها بطريقة القرعة على منتسبي العتبة وحسب الضوابط للمشمولين ، يتضمن المشروعاضافة الى الدور السكنية عددا من المحلات التجارية والمولات التي سيتم استغلالها بطريقة الاستثمار لتقدم الخدمة للمجمع السكني .

رئيس قسم الاستثمار الاستاذ صلاح شربة اختتم حديثه بالقول ان " كل المشاريع الاستثمارية التي عملت وتعمل العتبة المقدسة على انجازها تحمل فائدة كبيرة للمرقد الطاهر وللزائرين الكرام اضافة الى أهميتها في خدمة مواطني المدينة المنقدسة من خلال المساهمة الفاعلة في القضاء على البطالة لان كل تلك المشاريع ستكون بحاجة أكيدة الى استقطاب  واحتواء مختلف الشباب النجفي للعمل فيها اضافة الى ان تلك المشاريع - خاصة الانتاجية منها- تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى خلق وديمومة حالة التوازن في عملية العرض والطلب بما يخدم الحالة المعيشية للمواطن في النجف الاشرف