العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي: الدعاء مدرسة إسلامية تجلّت أبعادها وعطاءها وتربيتها أكثر ما تجلت بالإمام زين العابدين(عليه السلام)
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي: الدعاء مدرسة إسلامية تجلّت أبعادها وعطاءها وتربيتها أكثر ما تجلت بالإمام زين العابدين(عليه السلام)

منذ ٩ سنين - ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ ٢١٤٦
مشاركة
مشاركة

التقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من محرم الحرام للعام الهجري 1436 الموافق 18/11/2014 ميلادية بالمنتسبين العاملين في العتبة المقدسة وذلك ضمن لقائه الاسبوعي الدوري.

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الأسبوعي: الدعاء مدرسة إسلامية تجلّت أبعادها وعطاءها وتربيتها أكثر ما تجلت بالإمام زين العابدين(عليه السلام)
ملء الشاشة

التقى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من محرم الحرام للعام الهجري 1436 الموافق 18/11/2014 ميلادية بالمنتسبين العاملين في العتبة المقدسة وذلك ضمن لقائه الاسبوعي الدوري.

وأكد الأمين العام خلال اللقاء على مناسبة وفاة الإمام زين العابدين(عليه السلام) والذي تجلّى على يدهِ وهو المناجاة والدعاء حيث كان عصر الإمام(عليه السلام) من أحلك فترة من فترات التاريخ مرت على أهل البيت(عليهم السلام) فقد واجه بدء إمامته أسره وسبي نساء أهل البيت من الكوفة إلى الشام وشاء الله تعالى أن يمدّ بنور كربلاء به وبعمته الحوراء زينب وبسبايا الحسين(عليهم السلام) ويقيم بصرح كربلاء ما انتهى بعصر أبيه(عليه السلام) إذ أن راية كربلاء رفعها الإمام زين العابدين كما رفعتها زينب(عليهما السلام) في مواقف ولولا رفع هذين العلمين الطاهرين ربما نقول أن كربلاء قد اندثرت فمن إتمام حجة الله في كربلاء أن يهيئ الله لها مثل الإمام زين العابدين ومثل عمته زينب والطاهرات من بنات الرسالة(عليهم السلام).

وأشار الشيخ ضياء الدين زين الدين إلى ما تلا كربلاء من أحداث كواقعة الحرة وكيف أن الإمام زين العابدين(عليه السلام) آوى حتى عوائل الذين شاركوا في الهجوم على المدينة المنورة فلم يكن هناك بيت مأمون إلا بيت العصمة حتى أن مروان وأشباهه لم يجدوا مكاناً لعوائلهم سوى بيت الإمام وهنا تبرز أول عظمة لخلق الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) في امتداداته بالعصمة وتجلّى الإيثار، فالإمامة هي عدل القرآن الكريم وبيانه وإظهارٌ لعظمته وحيث تضيق الأمور في جانب من جوانب المجتمع المسلم والحياة الإسلامية تبقى مجالات أخرى لأئمة أهل البيت(عليهم السلام) لأن يظهروا من عظمة القرآن حتى في أحلك الظروف التي مرّ بها الإسلام.

وأكد الأمين العام أن من جملة ما توجه له الإمام زين العابدين(عليه السلام) هو الدعاء وهو مدرسة إسلامية تجلت أبعادها وعطاءها وتربيتها أكثر ما تجلت بالإمام(عليه السلام) على الرغم من ورد كثير من الأدعية عن آبائه وأبنائه(صلوات الله عليهم) إلا ان ما ظهر من مدرسته هو أكثر لأنه اتخذ الدعاء وسيلة لأن يظهر جانب العظمة والتربية الإسلامية من خلال الدعاء.

لافتاً إلى أن موضوع الدعاء في الإسلام هو نبع الله سبحانه وتعالى وهو الرابطة بين الإنسان وبين الله فمهمات الدعاء هي:

   الركن الأول: هناك علقة بين الإنسان وبين الله تعالى وهي أول علقة للإنسان وهي أعمق رابطة فلما نخاطب الله تعالى ما هي الصورة التي نبغي علينا أن نحملها حينما نخاطب تلك القوة الأزلية الكبرى بدعائنا والتي أعلق عليها جميع مطالبي في الحياة الدنيا والآخرة.  

الركن الثاني: هو الإنسان الداعي الذي لا وجود له لولا تلك القوة الأزلية الكبرى التي هي الله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن يوجد الإنسان أو أن توجد نعمته أو أي شيء يحتاجه الإنسان ما لم يكن هذا العطاء من تلك القوة الأزلية.

الركن الثالث: الرابطة نفسها التي تربط هذا الكائن بتلك القوة الكبرى، وأن إعجاز أهل البيت(عليهم السلام) إنما تجلّى في هذه الأركان الثلاثة. وأهل البيت(عليهم السلام) يتحدون البشرية كلها ممن ادعى الإمامة والفلسفة والأدب أن يقدم للبشرية كل تلك الصور الناصعة التي يمكن أن يتعامل بها مع الله تعالى.

مشيراً بالقول: أن أول مهمة للدعاء في تراث أئمة أهل البيت(عليهم السلام) هو النقاط الثلاث السابقة:  التصور إلى الذات الإلهية بما يضع الإنسان أمام رؤية عقيلة واضحة مستقيمة مع العطاء القرآني وعطاء الرسول(صلى الله عليه وآله) وعطاء العقل الإنساني الرشيد، ونصوّر الكائن الإنساني المحتاج في جميع الحالات والأمور ترى أنه بين الرزق والمرض وغيرها ترى ان الأئمة(عليهم السلام) يعبرون عن جميع الحاجات وكأنما يعبرون عن ذات كل إنسان بما ينبغي أن يتقدم إلى الله به في الدعاء، وكيفية التعبير ومخاطبة الله بهذا الدعاء.

الراكن الرابع: أهل البيت(عليهم السلام) عامة والإمام زين العابدين(عليه السلام) خاصة جسّد المثل والقيم وكل عطاء القرآن كعطاء إلهي يطلبه الإنسان من الله تعالى فكل دعاء في أدعية الإمام زين العابدين(عليه السلام) مختص بجانب من جوانب الحياة والعقيدة في طريق الكمال الإلهي، من خلال تربية نفسية رائدة وضعها بين يدي الإنسان من خلال علقته مع الله سبحانه وتعالى.

الركن الخامس: حينما نقرأ الدعاء يقول قائل إن الله لا يستجيب لي!! وأدعية أهل البيت(عليهم السلام) ليس المقصود فيها فقط منّ الله على الإنسان ، بل الدعاء قبل كل شيء حينما تخاطب الله تعالى بكل تلك القيم والمثل والتعاليم والأخلاق التي تريدها منه عليك أن نربي أنفسنا وذاتنا على أن نكون أهلا ومحلاً للعطاء الإلهي.

واختتم الأمين العام لقائه بالقول: أن الدعاء هو وسيلة وعلى الإنسان ان يبدأ بتهيئة نفسه قبل مخاطبة الله تعالى ليكون الخطاب عندها سيكون خطاباً صحيحاً ومخلصاً إلى الله تعالى.