العربية
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين ...... الشهادة درجة رفيعة أعطيت الى النبي وآله الكرام صلوات الله عليهم اجمعين وهي درجة السمو والكرامة
الاخبار

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين ...... الشهادة درجة رفيعة أعطيت الى النبي وآله الكرام صلوات الله عليهم اجمعين وهي درجة السمو والكرامة

منذ ١٠ سنين - ١٤ مارس ٢٠١٤ ٢١٩٩
مشاركة
مشاركة

عقد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة صباح الثلاثاء المصادف 11 / 3 /2014 الموافق التاسع من شهر جمادي الاولى المعظم 1435 للهجرة النبوية الشريفة .

الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال لقائه الاسبوعي بالمنتسبين ...... الشهادة درجة رفيعة أعطيت الى النبي وآله الكرام صلوات الله عليهم اجمعين وهي درجة السمو والكرامة
ملء الشاشة

عقد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين لقائه الاسبوعي بمنتسبي العتبة المقدسة صباح الثلاثاء المصادف 11 / 3 /2014 الموافق التاسع من شهر جمادي الاولى المعظم 1435 للهجرة النبوية الشريفة .

وقال الشيخ زين الدين ان من جملة ما اشرنا اليه من دلالة أحاديث عرفان الحق أن هذه الاحاديث ذكرت ان يكون الانسان معترفا أن الامام الذي يزوره من شهداء الله او كونه شهيدا .

لِهذه العبارة معنيان معنى اصطلاحي وآخر لغوي , فالأول إشتهر استعمال كلمة الشهادة أو الشهيد لمن يقتل في سبيل الله ويسمى شهيدا .والمعنى اللغوي يطلق على مفهوم الرؤية اي شهدته بمعنى رأيته والمشاهدة هنا او الرؤية تكون اعم وهي على ثلاثة اقسام الاولى بالعين الحسية اي اراك وتراني بعينه والرؤية الاخرى رؤية عقلية كقول الشاعر رأيت الله اكبر كل شيء وهي مشاهدة ايضا وكقولنا اشهد ان لا اله الا الله اي بمعنى اليقين العقلي الذي لا إشكال ولاريب فيه اما الثالثة فهي ترد في المنام وهي رؤية المنام أو الحلم كقوله تعالى (إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) وهي ليست محل بحثنا لهذا اليوم .

وما يهمنا هنا هي الرؤية الحسية والرؤية التي تأتي عن البصيرة و اليقين العقلي الصحيح وهنا يجب الالتفات الى ان الاصطلاح الاسلامي ليس لمجرد القتل في سبيل الله بما أعطاه الله عزوجل من مقام رفيع أمام الله تعالى بان فلانا قتله ، أو أنه قتل لحصول الامر الفلاني .

ومنه أخذ معنىً لكلمة الشهادة أمام القضاء ، مثلا فلو ان احدا اشتكى احدا لدى الحاكم فهنا سيكون مطالبا بإحضار الشاهد له على دعواه ، وهي بدوره لا تخرج عن المعنى العام للشهادة والرؤية ولهذا فالشاهد إنما يذكر  اي الذي شاهده بأم عينيه من الموضوع المتنازع فيه وفي كل الحالات فان الشهادة مأخوذة من الرؤية البصرية او العقلية .

ومن هنا نأتي لمفهوم الشهادة التي اعطيت لرسول الله ص وآله وسلم التي هي المنزلة التي اعطيت له ثم اعطيت للائمة الكرام بناء على ما ورد في الحديث (أولنا محمد اوسطنا محمد آخرنا محمد ) وبما ان النبي يحظى بالدرجة العليا على الامة فستكون له درجة الشهادة والاشراف حتى على الأئمة الأطهار عليهم السلام .

اذن يمكن القول ان هذه الدرجة الرفيعة حتى على الأئمة عليهم السلام والشهادة على البشرية تعني في أحد دلالاتها على تلك الدرجة الرفيعة التي اعطيت الى النبي وآله الكرام صلوات الله عليهم اجمعين هي درجة السمو والكرامة التي لا يمكن ان يرقى اليها احد من الناس ولهذا جاءت الآية الكريمة (ويكون الرسول عليكم شهيدا ) فالنبي وآله منحوا درجة الرقابة والاشراف على الامة الاسلامية والسمو الذي يجعلهم يشهدون كل ما يحصل من كل أحد من الناس ، كما تعطيهم درجة الرقابة على الناس أجمعين ، إذ أن المشاهدة تعني أن كل ما يحصل من المشاهد يكون بمرأى من الشاهد وتحت رؤيته .

ومن هنا نفهم ماذا تعنيه الشهادة في  مفهوم عرفان من الله الحق , فكما عرفنا منزلة أهل البيت كقادة وائمة فيجب ايضا ان نقر لهم أنهم الاسمى والاعلى في الوجود البشري الذي يعد بدوره الاسمى بين المخلوقات (ولقد كرمنا بني آدم ).فعند وقوفنا بين يدي النبي أو أحد من اهل بيته يجب ان نستحضر هذه العظمة ونستشعرها كونهم شهداء على البشرية وكونهم الواسطة الى الله يوم القيامة .فهم الذين وصفتهم الآية الشريفة (من ذا الذي يشفع عنده الا بأذنه )، كما أنهم الرقباء على البشرية كافة إذ أن كل ما يفعله الناس بمرأى ومسمع منهم وسيشهدون أمام الله عزوجل بطاعة المطيع من الناس وعصيان العصيان .

ونختم حديثنا لهذا اليوم من خلال استعراض بعض الروايات الشريفة في بيان معنى الشهادة التي تعرضنا لها في محاضرتنا هذه .

الاولى ما ورد عن الكافي في إسناده الى الصادق عليه السلام في بيان قوله تعالى (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فقال عليه السلام نزلت في امة محمد في كل قرن منهم امام منا شاهد عليه ومحمد شاهد علينا .

الرواية الاخرى عن بريد العجلي قال سألت الصادق عليه السلام عن قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ) فقال الصادق نحن الامة الوسطى .

 نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن شَهِد محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، أمام الله تعالى بالطاعة ولا يشهدون أمام الله عليه بعصيان ... وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .